كتاب مفتوح إلى كل مواطن لبناني
في كل مسيحي لبناني شيء من الإسلام يميزه عن كل مسيحيي العالم, كما وفي كل مسلم لبناني شيء من المسيحية يميزه عن كل مسلمي العالم
هذا هو شعب لبنان الأبي, القادر على مواجهة الصعاب من خلال وحدته وإلتفافه حول رئيس البلاد, رجل الحكمة والحوار والقرار الوطني الجامع والصادق
سوف يبقى لبنان رسالة حرية وحضارة وتواصل في هذا الشرق الذي يعيش حالياً حالة متناقضة مع تاريخه القائم على تفاعل وتعاون الديانات السماوية السمحاء. واليوم نشهد, وبكل حزنٍ, إندثار عنوان هذا التاريخ الحضاري وهو ما يدعونا إلى العودة لتحكيم الضمير والعقل لأن شرقنا الحبيب هو مهد الحضارات. فالمطلوب هو عودة الجميع إلى الجذور وليس إلى التعصب والإنغلاق على الآخر
وأنتهزها فرصة كي ادعو القيادات الوطنية اللبنانية على إختلاف إنتماءاتها الدينية والسياسية للإلتفاف اليوم, قبل الغد, حول رئيس البلاد وحول جيش لبنان البطل للخروج بحل إنقاذيٍ ينقذ لبنان من إنعكاسات الواقع الذي يعيشه الشرق الأوسط
وإذا ظن أي فريق داخلي أنه ربح - أو قد يربح - على الفريق الآخر, فهو بالتأكيد الخاسر الأكبر لأن لبنان قائم على الوفاق والتوازن والتكامل, وليس على رفض الآخر وعدم القبول به
كما أنني أرجو من القيادات الروحية والدينية الكريمة إعطاء المجتمع اللبناني أفضل رسائل المحبة والتسامح لأن لبنان لا يمكنه أن يستقر على مبادئ الحقد والتشرذم
كما أنني أدعو شباب لبنان الذين هم أمل المستقبل إلى ترك لغة الإنفعال, والإلتزام بلغة التفاعل مع الآخر والتكامل معه لأن الله وحده يملك الحقيقة الكاملة. فحرامٌ علينا أن نهدر المستقبل في سبيل خلافاتٍ سوف نتجاوزها من خلال الحوار الذي يبقى السبيل الوحيد للخروج من أزمتنا الوطنية
إن الوفاق اللبناني يستلزم العودة إلى روح الميثاق الوطني الذي أرسى قواعده رجلي الإستقلال بشارة الخوري و رياض الصلح, و نحن على بعد أيامٍ معدودة من هذه المناسبة الوطنية التاريخية
هذه هي رسالتي... أناشد بها أبناء وطني لأنني مؤمنٌ بأن لبنان حقيقة واحدة وإذا قسمت الحقيقة إلى قسمين فهي بالتأكيد سوف تتحول إلى خطأين وليس إلى حقيقتين